45 – مذهب أهل السنة والجماعة في صفة العلو


فتاوى نور على الدرب
تصفح برقم المجلد > المجلد الأول > كتاب العقيدة > باب ما جاء في الأسماء والصفات > مذهب أهل السنة والجماعة في صفة العلو
45 – مذهب أهل السنة والجماعة في صفة العلو
س: السائل إ . أ . أ . من الحوطة ، يقول : ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في العلو؟ .
ج : مذهب أهل السنة والجماعة : الإيمان بعلو الله ، وأنه سبحانه فوق العرش ، فوق جميع الخلق ، كما قال جل وعلا : فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ وقال جل وعلا : وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، وقال سبحانه : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 136)
، وقال سبحانه : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، وقال جل وعلا : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ، والآيات في هذا المعنى كثيرة ، أهل السنة والجماعة يؤمنون إيمانا قطعيا بأنه سبحانه في العلو فوق العرش ، فوق جميع الخلق ، ليس بينهم خلاف في هذا والحمد لله .
س: السائل من تشاد ، يقول : أين الله؟ هل هو على عرشه؟ أم في كل مكان؟ وما حكم من يقول بأن الله في كل مكان؟ .
ج : الله سبحانه فوق العرش في العلو فوق جميع الخلق ، عند أهل السنة والجماعة ، هكذا جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام ، كل الرسل جاءوا بأن الله فوق العرش ، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى ، قال تعالى : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، وقال سبحانه : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ، وقال جل وعلا : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ، وقال جل وعلا : تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 137)
، وقال جل وعلا : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، في سبعة مواضع ، صرح فيها سبحانه بأنه فوق العرش ، قد استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته ، لا يشابه خلقه في استوائهم ، ولا في غير ذلك من صفاته جل وعلا ، قال سبحانه : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، وقال تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، وقال سبحانه : هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ، استفهام إنكاري يعني لا سمي له ، ولا كفو له سبحانه وتعالى ، وجاء رجل من الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية يريد أن يعتقها ، قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : يا جارية أين الله؟ ” قالت : في السماء ، قال : ” من أنا؟” ، قالت : أنت رسول الله ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة ، أخرجه مسلم في صحيحه ، لما سألها عن الله؟ قالت : في السماء ، فقال : أعتقها فإنها مؤمنة ، دل على أن ربنا في السماء في العلو ، فوق العرش ، فوق جميع الخلق ، وهذا معنى قوله سبحانه : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 138)
، هكذا جاء في سورة الملك ، وهذا إجماع أهل السنة والجماعة ، أجمع الصحابة كما أجمعت الرسل عليهم الصلاة والسلام أن الله فوق العرش ، وأن الله في العلو جل وعلا ، ومن هذا قوله جل وعلا : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ، دل على أن موسى أخبره أن الله في العلو ، وأنه فوق العرش ، ولهذا قال فرعون ما قال .
ومن قال : إن الله في كل مكان أو ليس في العلو فهو كافر ، مكذب لله ورسوله ، ومكذب لإجماع أهل السنة والجماعة ، كالجهمية وأشباههم والمعتزلة هؤلاء من أكفر الناس ، لإنكارهم أسماء الله وصفاته .

Leave a comment