المبحث السابع عشر: الرد على تأويلهم صفة العلو


المبحث السابع عشر: الرد على تأويلهم صفة العلو

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن قول بعض الناس إذا سئل “أين الله” قال: “الله في كل مكان” أو “موجود” فهل هذه الإجابة صحيحة على إطلاقها؟ فأجاب بقوله:
“هذه إجابة باطلة لا على إطلاقها ولا تقييدها فإذا سئل أين الله؟ فليقل: “في السماء”، كما أجابت بذلك المرأة التي سألها النبي، صلى الله عليه وسلم، ((أين الله؟” قالت: في السماء)) (1) .
وأما من قال: “موجود” فقط. فهذا حيدة عن الجواب ومراوغة منه.
وأما من قال: “إن الله في كل مكان” وأراد بذاته فهذا كفر لأنه تكذيب لما دلت عليه النصوص، بل الأدلة السمعية، والعقلية، والفطرية، من أن الله – تعالى- عليٌّ على كل شيء وأنه فوق السموات مستوٍ على عرشه”.
كما سئل فضيلته عن تفسير استواء الله – عز وجل- على عرشه بأنه علوه -تعالى- على عرشه على ما يليق بجلاله؟ فأجاب بقوله:
“تفسير استواء الله تعالى على عرشه بأنه علوه- تعالى- على عرشه على ما يليق بجلاله هو تفسير السلف الصالح. قال ابن جرير إمام المفسرين في تفسيره “من معاني الاستواء: العلو والارتفاع كقول القائل: استوى فلان على سريره يعني علوه عليه”.
وقال في تفسير قوله – تعالى-: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] “يقول جل ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا”. أ. هـ. ولم ينقل عن السلف ما يخالفه.
ووجهه: أن الاستواء في اللغة يستعمل على وجوه:
الأول: أن يكون مطلقاً غير مقيد فيكون معناه الكمال كقوله – تعالى-: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى [القصص:14].
الثاني: أن يكون مقروناً بالواو فيكون بمعنى التساوي. كقولهم: استوى الماء والعتبة.
الثالث: أن يكون مقروناً بإلى فيكون بمعنى القصد كقوله – تعالى-: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء [فصلت:11].
الرابع: أن يكون مقروناً بعلى فيكون بمعنى العلو والارتفاع كقوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5].
وذهب بعض السلف إلى أن الاستواء المقرون بإلى كالمقرون بعلى، فيكون معناه الارتفاع والعلو، كما ذهب بعضهم إلى أن الاستواء المقرون بعلى بمعنى الصعود والاستقرار .
وأما تفسيره بالجلوس فقد نقل ابن القيم في (الصواعق) (4/1303) عن خارجة بن مصعب في قوله – تعالى-: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] قوله: “وهل يكون الاستواء إلا الجلوس”. أ. هـ. وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس – رضي الله عنهما- مرفوعاً. والله أعلم. (2)

Leave a comment